روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | ما هو ورم أوليات الشبكية.. وهل له علاج؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > ما هو ورم أوليات الشبكية.. وهل له علاج؟


  ما هو ورم أوليات الشبكية.. وهل له علاج؟
     عدد مرات المشاهدة: 2043        عدد مرات الإرسال: 0

تسأل قارئة: ما هو ورم أوليات الشبكية؟ وهل له علاج؟

يجيب عن هذا التساؤل الدكتور وائل غانم، أستاذ طب جراحة الأطفال جامعة عين شمس، قائلا:

إن ذلك الورم يسمى أحيانا بـ"ورم جذيعات الشبكية"، وهو ورم سرطانى ينشأ عن تسرطن الخلايا الأولية للشبكية (etinoblasts)، المكونة لأنسجة شبكية العين، النسيج العصبى الرقيق المتواجد بمؤخرة مقـلة العين، والذى يقوم بالإحساس المرئى للضوء وتكوين الصور المرئية.

وتتركب العين من كرة مقورة ممتلئة بمادة هلامية تسمى بالرطوبة الزجاجية، ويتكون غلاف العين من ثلاث طبقات، تكون الشبكية الطبقة الداخلية منها، يليها الطبقة الوسطى ومن ثم الخارجية، وهى الصلبة، وتأتى القرنية فى مقدمة الطبقة الصلبة، وهى تغلف القزحية وفتحتها المركزية، وتتكون الشبكية من ملايين الخلايا الحساسة للضوء، وهى تعمل على ترجمة الضوء الساقط على العين إلى سيالات عصبية، تنتقل عبر العصب البصرى إلى الدماغ، ويجدر بالذكر أن العيون تتكون فى مراحل مبكرة من أطوار الأجنة.

وتُعد الخلايا الأولية للشبكية أو (خلايا منشأ الشبكية) من أكثر أنواع خلايا الجسم سرعة فى النمو، وهى تنضج فى مراحل نموها النهائية لتكون خلايا الشبكية البالغة والمتخصصة، وعند نشوء التسرطن والنمو الشاذ لهذه الخلايا يتكون ورم قد يملأ كل المقلة، وقد تنتقل بعض الخلايا الورمية عبر الزجاجية لتستقر بأجزاء أخرى من العين مكونة المزيد من الأورام، وحين تسد هذه الأورام قنوات سوائل العين تنشأ علة الماء الزرقاء أى الجلوكوما (Glaucoma)، والتى تؤدى إلى فقد النظر بالعين المصابة بشكل مبكر.

ويُعد ورم الشبكية من أكثر أورام العيون شيوعا بين الأطفال، ومن النادر نشوء أنواع سرطانية أخرى بالعيون لديهم، ويمثل حوالى 3% من مجمل أورام الأطفال، ويظهر غالبا بالسن ما قبل الأربع سنوات، (متوسط الأعمار حوالى السنتين)، ويصيب الذكور والإناث بنسب متماثلة، ومن المعتاد أن يتركز فى العين المصابة عند التشخيص دون أن ينتقل إلى الأنسجة المحيطة، وعند حوالى ربع الحالات ينشأ فى كلتا العينين ويسمى فى هذه الحال بالورم المزدوج أو الثنائى (bilateral)، بينما يسمى بالمنفرد أو الأحادى (unilateral) عند نشوئه بعين واحدة، ومن النادر جدا أن يظهر هذا الورم لدى البالغين.

ويتم تشخيص هذا الورم فى أغلب الأحوال قبل أن ينتقل خارج نطاق المقلة، غير أن خلاياه قد تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم بطبيعة الحال شأن أنواع السرطان الأخرى، إذ يمكن لخلاياه أن تنتقل بنمو الورم على طول العصب البصرى لتصل إلى الدماغ، كما أنها قد تخترق طبقات المقلة لتصل إلى محجر العين أو الجفون والأنسجة المجاورة، وفى هذه الحال قد تنبث الخلايا الورمية إلى الغدد الليمفاوية المجاورة أو إلى أعضاء حيوية داخلية أو إلى العظام، لتكوّن أوراما ثانوية.

وثمة فئتين من أورام الشبكية، الوراثية وغير الوراثية، ويظهر النوع الوراثى عند حوالى 40% من الحالات، ومن المعتاد اكتشافه بالسنة الأولى من العمر، وقد ينشأ بعين واحدة أو كلتا العينين، إلا أن الورم ينبغى دائما اعتباره وراثيا حين ينشأ بالعينين معاً، بينما يكون غير وراثى فى أغلب الأحوال حين يظهر بعين واحدة، وبسبب من العوامل الوراثية ينبغى دائما إجراء الفحوصات الدورية لجميع أفراد عائلة المريض، بما فى ذلك التحاليل المخبرية لخصائص المورثات.

وتشير الإحصاءات الطبية إلى أنه عند نسبة تتراوح بين 70 إلى 75% من الحالات يكون الورم أحاديا، منها نسبة تتراوح بين 15 إلى 20% وراثية بينما البقية عشوائية (Sporadic) أى غير وراثية، بينما عند حـوالى 25% من الحـالات يكون الـورم ثنائيا وموروثا، وعند حوالى 15% يكون الورم أحاديا وموروثا، بينما عند حوالى 60% من الحالات يكون الورم أحاديا وغير موروث.

الكاتب: أسماء عبد العزيز

المصدر: موقع اليوم السابع